نداء للبذل والعطاء وإغاثة الملهوفين في حمص وسائر سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

حمص 20/07/2011

إلى أبناء حمص و سوريا الأحرار الكرام…

إن جراحنا هذه الأيام لا تكاد تندمل، وكل مأساة تنسينا سابقتها من المآسي، فما من قرية تنتهي فيها محنة إلا وتلحقها قرية أو مدينة أخرى، وإن النظام الطاغوتي الجاثم على صدورنا لم يكن عادلا معنا إلا في توزيعه للظلم على الجميع، ونحن اليوم بدأنا الدخول في مرحلة صعبة من مراحل ثورتنا المباركة بإذن الله تعالى. والعنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو القتل والإرهاب والحصار من طرف أعدئنا، والصبر واليقين والبذل من طرفنا.

الصبر على لأواء الطريق، واليقين بموعود الله تعالى لعباده المؤمنين، والبذل للغالي والنفيس في نصرة المستضعفين في الأرض.

إن بعض أحياء حمص بدأت تعاني من شح شديد في السيولة لدى الأهالي، كما أن مناطق عديدة من الريف تعاني الأمرَّين هناك، ولذا فإننا نذكِّر أنفسنا ونذكِّركم بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الظروف.

قال صلى الله عليه وسلم: (تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) [متفق عليه].

وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ) [البخاري، وقوله: أَرملوا أي فني زادهم].

وقال صلى الله عليه وسلم: (مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِه) [الطبراني والبزار بإسناد حسن].

وهذا الكلام يشمل كل الجيران، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، لقول الله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) [الإنسان] وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْر). مع التنبيه أن الزكاة لا يجوز إعطاؤها إلا للمسلم، أما الصدقة فيجوز.

إن بذل الغني للفقير والقادر للعاجر في هذه المحنة، ليس فيه منة أو مزيد فضل، بل هو قيام بحق الأخوة وواجب النصرة، وإن أكثر الأحياء والقرى معاناة هي أكثرها قوة في المطالبة بحقوق عامة الشعب في سوريا، فهؤلاء قاموا بأعظم الجهد في بذل النفس، والآخرون عليهم بذل أكبر الجهد في العطاء والإحسان.

إن الأيام القادمة من أفضل أيام التجارة مع الله تعالى، فإن المحسن إنما يحسن لنفسه في الحقيقة… (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [البقرة] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) [الكهف] (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين) وتذكروا قول الله تعالى: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم) [النور].

  • وفيما يلي بعض الخطوات العملية للقادر على البذل المادي في الداخل والخارج:

(1) إحياء سنة الضيافة وتوزيع الطعام على الجيران.

(2) التبرع بكميات الطعام التي كان يتم تقديمها أثناء الأعراس للجمعيات الخيرية، بدلا من تقديمها للضيوف الأغنياء، أو توفيرها.

(3) تخفيض رسوم الأجار عن العائلات المتضررة من الأحداث الحالية.

(4) زيادة المساعدات المقدمة للجمعيات الخيرية المأمونة.

(5) توزيع أكبر قدر ممكن من الثياب المستعملة، خاصة التي تكون حالتها جيدة، ولكن ينبغي أن تكون منظَّفة ومخزنة في أكياس مرتبة، كي تبدو في أجمل حلة.

(6) هناك الكثير من البيوت التي تعرضت للتكسير والإتلاف عند المداهمات، فحبذا لو تبرع البعض بشيء من أثاثه القديم، وبذلك ينفع هذه العوائل، ويساعد الورشات التي ستقوم بتصنيع غرف جديدة للباذلين.

(7) إخراج الزكاة وزيادة، فإن الفقر في ازدياد، وضغط النظام وقمعه في إزدياد، وليس لنا بعد رحمة الله تعالى إلا أن يوفِّق الأغنياء للبذل لإخوانهم.

(8) تحويل أكبر قدر ممكن من الأموال إلى خارج سورية بدلا من تركها في البنوك ينتفع بها الطغاة، ونخسر نحن قيمتها الحقيقية.

(9) تفعيل المقاطعة الاقتصادية للنظام وأعوانه، خاصة الممولين لهذا النظام، وأذنابه من المخبرين (وقد أصدرنا سابقا بيانا خاصا بالمقاطعة الاقتصادية).

  • أما إخواننا في الخارج، فإننا نتوجه إليهم بالخطوات العملية التالية:

(1) كل عائلة منكم كانت تدفع بضع آلاف من الريالات تكاليف إجازة الصيف، إن كنتم قادمين من الخليج، وبضعة آلاف من اليورو أو الدولار إن كنتم قادمين من الغرب. فنرجوا أن تبعثوا بهذه الكمية كتذكرة سفر للمحبة والشوق إلى أهلكم في المناطق المتضررة في سورية.

(2) التكاليف التي كنتم تريدون صرفها على إكساء وفرش البيوت وغير ذلك نرجو أن تكلفوا من أقاربكم من يقوم بذلك، كي تستمر الورشات بالعمل، خاصة أن معظم الورشات تعمل بالـ”يومية”، فإذا لم يعمل العامل يوما ما فهذا يعني أن أهله لن يحصلوا على حاجات ذلك اليوم.

(3) تقوم العائلات القادرة منكم بكفالة أسر الشهداء والمعتقلين، ويمكن أن يجتمع عدة أشخاص لكفالة عائلة، والأفضل أن يتم كفالة العائلة لمدة ثلاثة أو ستة أشهر كي تتحق الكفاية لها.

(4) هناك الآلاف من المهجرين في تركيا ولبنان، والعشرات من الهاربين من أتون الملاحقات، وهؤلاء بحاجة ماسة لدعم معنوي ومادي، وشعور بعاطفة إخوانهم في الخارج معهم، وإن قيام وفود من المغتربين بزيارتهم تعطي لهم دفعا قويا، وتثبتهم في مواقفهم تجاه النظام الغاشم القابع في عاصمتنا دمشق.

  • بالنسبة لكيفية تحويل الأموال من الخارج للداخل فإننا نقترح التالي:

أن يتم مبادلة المال مع من يريد إخراج المال من سورية، وهذا يساعد في عدم معرفة الدولة بهذه الأموال، كما أنه يخفف من السيولة النقدية التي يمكن وضعها في البنوك الحكومية، ويحافظ على القيمة الحقيقية لأموال الأهالي الذين حولوها لعملات أخرى.

قال صلى الله عليه وسلم: (مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ) [الطبراني].

 ملاحظة: نرجو من صفحات الأخبار أن تنشر هذا البيان على مدى الأسبوع القادم، وأن يضيفوا ما يروه مناسبا من مقترحات أخرى، لإيصال الدعوة إلى أكبر قدر ممكن من شعبنا في الداخل والخارج، كما نرجو من الإخوة إرسال هذا البيان عبر البريد الالكتروني لأكبر عدد من أقاربهم وأصدقائهم، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِه) [الترمذي].

للتحميل و النشر:

نداء للبذل و العطاء و إغاثة الملهوفين في حمص و سائر سوريا

This entry was posted in البيانات, شارك في الثورة and tagged , , , , . Bookmark the permalink.

1 Response to نداء للبذل والعطاء وإغاثة الملهوفين في حمص وسائر سوريا

  1. ناصر الناصر says:

    الله يعطيكم العافية..

Leave a comment