ماذا يريد الأسد من إطلاق سكود؟

أكد ضابط سوري منشق خدم في كتيبة صواريخ أرض أرض في محافظة ريف دمشق لوكالة فرانس برس الخميس أن قوات النظام أطلقت صواريخ من طراز “سكود” قبل ثلاثة أيام في اتجاه مناطق يسيطر عليها المعارضون. وقال الملازم أول عرابة إدريس إن ضباطاً وعناصر في الكتيبة 578 التابع للواء 155 لا يزال على اتصال معهم رغم انشقاقه عن الجيش السوري قبل عشرة أشهر تقريباً، أبلغوه بإطلاق خمسة صواريخ من طراز “سكود” للمرة الأولى الإثنين الماضي من موقعهم في الناصرية (على طريق حمص دمشق).

وأوضح الضابط الذي يتولى حالياً قيادة كتائب الحسن التابعة لقوات المغاوير في الجيش السوري الحر، أن “الصواريخ أطلقت في اتجاه شمال غرب، في الساعات التالية: 10،45، 12،30، 13،50، 15،15، 17،10”.  وأوضح الضابط، وهو خبير في صواريخ أرض أرض، أن الصواريخ التي أطلقت من صنع روسي أو روسية معدلة، ويطلق عليها اسم “جولان-1″، ويصل مداها إلى حوالى 300 كلم، مشيراً إلى أن الاتجاه الذي أطلقت فيه يشير إلى أنها سقطت إما في منطقة حلب وإما في إدلب.

وذكر مسؤول أميركي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس الأربعاء أن النظام السوري أطلق صواريخ سكود داخل سورية ضد معارضيه.

من جهة أخرى، ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن قوات النظام السوري أطلقت عدة صواريخ من طراز سكود على الثوار لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية هناك قبل نحو 22 شهراً.

وفي معرض تعليقها على الخبر، وصفت صحيفة أميركية أخرى هي واشنطن بوست نقلاً عن محللين، تلك الصواريخ بأنها غير دقيقة لكنها مؤذية، قائلة إن سورية تملك زهاء 700 صاروخ منها حيث يبلغ مدى الواحد 440 ميلاً، أي ما يعادل المسافة من شمال سورية إلى العاصمة التركية أنقرة.  على أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن بالإمكان تزويد تلك الصواريخ بأسلحة كيمياوية.  وتتساءل واشنطن بوست عن مغزى تلك الخطوة التي أقدم عليها النظام بالنسبة للصراع في سوريا؟

وتقول الصحيفة إنه من الصعب تفسير ذلك. إن صواريخ سكود تُعد خياراً غريباً إلى حد ما للاستخدام ضد مواقع “المتمردين” القريبة.  ويوضح أستاذ العلاقات الدولية روبرت فارلي أن تلك الصواريخ “كبيرة الحجم، لكنها ليست بتلك الدقة”، وهو ما يجعل المدفعية والضربات الجوية ربما الخيار الأفضل لمهاجمة مواقع “المتمردين” المحلية.  ويضيف الأكاديمي الأميركي قائلاً إن نظام الرئيس بشار الأسد ربما أطلق تلك الصواريخ من منطلق اليأس وحسب، فالثوار يتقدمون رويداً رويداً، ويستولون على القواعد العسكرية مما يجعل سقوط الأسد يبدو أمراً أكثر ترجيحاً.

وقد يكون إطلاق سكود أيضا القصد منه إخافة قوى خارجية تماماً مثلما الغاية منه ترويع “المتمردين”، وهو بمثابة تذكير للقوى الغربية وربما الجارة تركيا بأن الأسد لديه ترسانة ضخمة من تلك الصواريخ، كما أنه تحذير من أن الرئيس السوري لن يشعر بوخز ضمير نتيجة لاستعمالها.

This entry was posted in من أوراق الصحف and tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

1 Response to ماذا يريد الأسد من إطلاق سكود؟

  1. بدنا ندعس راسك اذا اذا بتستخدم كيماوي ياكلب

Leave a comment