مدينة داريا استراتيجية في ترجيح كفة الصراع في دمشق

تطل على مناطق حيوية أبرزها القصر الرئاسي ومطار المزة ومقرات للفرقة الرابعة

 بيروت: «الشرق الأوسط»

تتصدر مواجهات مدينة داريا بين الجيش النظامي وكتائب «الجيش السوري الحر» واجهة المشهد الميداني في سوريا اليوم، فالمدينة التي تتاخم مطار المزة العسكري وتبعد أقل من 4 كلم عن القصر الرئاسي تمتلك أهمية استراتيجية بالنسبة لطرفي الصراع، الأمر الذي دفع الجيش النظامي إلى تعزيز وجوده العسكري في محيط المدينة، حيث يتحصن عناصر المعارضة، وفق ما يؤكد ناشطون سوريون.

ومنذ أكثر من شهرين، تقوم طائرات الـ«ميغ» التابعة لسلاح الجو النظامي، مدعومة بالمدفعية، بقصف داريا بشكل يومي، وفق معارضين سوريين، بهدف السيطرة على المدينة ودفع المسلحين المعارضين للخروج منها. ويؤكد الناشط المعارض إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» أن «دبابات الجيش النظامي تحاول اقتحام المدينة بشكل دائم منذ ما يزيد على 70 يوما، لكنها تحصد الفشل»، لافتا إلى «تدمير العديد من الدبابات قبل أيام معدودة على يد كتائب الجيش الحر».

ويعزو الناشط المعارض قدرة «الجيش الحر» على الصمود في المدينة على الرغم من الحصار الخانق والقصف المستمر، إلى «تمرس كتائب المعارضة على القتال ومعرفتهم الدقيقة بطبيعة المدينة الجغرافية، إضافة إلى خبرة الكتائب المقاتلة التي مضى على وجودها في داريا وقت طويل». ويوضح أن «داريا تعتبر من مناطق الغوطة وهي محاطة بالبساتين، مما يعطي الجيش الحر تفوقا ميدانيا على القوات النظامية، حيث تخوض عناصره حرب شوارع في مناطق حرجية يجهلها النظام».

ويوجد في مدينة داريا بحسب الناشط المعارض، كتائب مختلفة؛ أبرزها «كتيبة سعد بن أبي وقاص» التي تعتبر العمود الفقري لكتائب «الصحابة» التي تنضوي بدورها تحت ما يعرف باسم «تجمع أنصار الإسلام». كما تقاتل في المدينة «كتيبة أحفاد الرسول» و«كتيبة شهداء داريا» التي تم تشكيلها حديثا. ويقول مصدر قيادي في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة داريا تمثل أهمية استراتيجية في الصراع العسكري مع النظام؛ حيث إنها تطل على مناطق حيوية مثل القصر الجمهوري ومطار المزة ومقرات من الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري»، وأوضح أن «المعلومات الواردة عن نقص الذخيرة في داريا تنطبق على كل المناطق في حمص ودمشق وحلب وإدلب ودير الزور»، معتبرا أن «هذا الأمر يرسم علامات استفهام على وعود الدول الداعمة للشعب السوري بتقديم الإمداد إلى الثوار».

وفي حين يتداول ناشطون معارضون معلومات تشير إلى أن «المقاتلين في داريا يعانون من نقص حاد بالذخيرة بسبب الحصار المحكم الذي يفرضه النظام على المدينة»، يشدد أحد الناشطين السوريين الميدانيين في المدينة لـ«الشرق الأوسط» على أهمية معركة داريا وضرورة حسمها بالنسبة للمعارضة. ويقول: «المدينة تعتبر الجبهة الجنوبية للمعارك في دمشق؛ إذ تفصلها منطقة المزة عن القصر الجمهوري الذي تبتعد داريا عنه أقل من 4 كلم إضافة إلى تلاصق المنطقة مع مطار المزة العسكري الذي يضم مستودعات للأسلحة ومنصة للطائرات التي تقصف ريف دمشق»، مستنتجا أنه «في حال سقطت داريا، فسوف تسقط دمشق».

ورغم أن الائتلاف الوطني المعارض قد صرف إعانات طارئة لمدينة داريا بقيمة 250 ألف دولار من أجل رفع معاناة أهالي المدينة، فإن ما يتجاوز العشرة آلاف مدني ما زالوا يعيشون في المدينة تحت وطأة القصف وفي ظل ظروف إنسانية سيئة.

This entry was posted in من أوراق الصحف and tagged , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

Leave a comment