استدراج السوريين

| د. شافي العجمي |

لقد مارس النظام الدولي شتى أنواع الأساليب لاستدراج السوريين سواء كانوا مجاهدين أو سياسيين، فمنهم من سقط ومنهم من ينتظر.

لقد بدأ الاستدراج في الشهور الأولى، حين احتضنت بعض الدول العربية والإسلامية السوريين وبدأت الجلسات واللقاءات والأعطيات.  كانت اللقاءات تهدف في ظاهرها إلى تنظيم العمل، ولكنها في باطنها تهدف إلى صناعة تابع للنظام الدولي منفذ للسياسة الدولية، وهو ما نريد التنبيه عليه والتحذير منه لئلا يتكرر، ونحمد الله أنه لم ينجح إلا في طائفة قليلة ليس لهم كبير أثر ولا عمل إلا في الإعلام.

استمرت اللقاءات والحوارات مع الخارج حتى بدأ العمل العسكري والجهادي، فانقلب السحر على الساحر وصاروا في حيص بيص وفكروا وقرروا.  حين بدأ العمل الجهادي مكثوا ثلاثة أشهر يدرسون الخطة المناسبة لمحاصرة الأمر، ثم عقدوا العزم على القيام بدور الوسيط للتزويد بالسلاح.

كانت فكرة التزويد بالسلاح للمجاهدين أمريكية، وكانت الطائرات تقلع من ليبيا وتنزل في القاعدة الأمريكية ثم تذهب لتركيا. وتشكلت غرفة عمليات لتوزيع السلاح على المجاهدين قبل سنة، وكان الإشراف لمخابرات دول عربية وإسلامية وأمريكية، وبدأت الخطة.

بدأت الخطة باختيار فصيل إسلامي مأمون الجانب ليقوم بتوزيع السلاح على المجاهدين في الداخل، وكان الهدف معرفة الأماكن والشخصيات. تم التوزيع وظن المجاهدون بتغير الموقف الدولي، فتعلقوا بالسلاح القادم من الخارج وبدؤوا يبحثون عن المصدر ثم تعرفوا عليه. كانت أعين المخابرات العربية والأمريكية على الداخل أكثر من الخارج، وكانوا يريدون السيطرة على العمل المسلح لئلا يخرج عن الخطة.

بعد سنة كاملة من توزيع السلاح، تم التعرف على قادة الكتائب وأماكنهم وقوتهم وعلاقاتهم ومستقبلهم ورؤيتهم للدولة القادمة. وخلال توزيع السلاح تم تشكيل عدد من المجالس والهيئات للتنسيق معها للتوزيع، وتم الاطمئنان لتوجهات هذه المجالس والهيئات.

وبعد سنة كاملة من التخطيط واللقاءات والدراسة، توصلوا إلى خطة للسيطرة على الداخل وخطة للسيطرة على الخارج وقد انتهوا منهما. خطة الداخل عسكرية ومدنية، وخطة الخارج سياسية. أما الداخل فالهدف يتركز لإدارة السلاح والعمل، وأما الخارج فالهدف يتركز في المشاركة.

ما هو الواجب شرعاً تجاه التخطيط الدولي؟ أن ننطلق من أسس لا يمكن التنازل عنها، وهي أن الأمر شورى بين الداخل والخارج. يجب على السوريين في الداخل والخارج أن يعلموا أن انفراد كل فريق برأيه سيؤول إلى خسارة الفريقين، واجتماعهم سيعطيهم قوة كبرى.

في الداخل مجاهدون يؤمنون بالشورى وهم الأغلب وهناك صادقون في العمل، وفي الخارج كذلك صادقون ومجاهدون، واللقاء بينهم ضروري جداً. إذا لم يستيقظ الإخوة في الداخل والخارج للمكر العالمي والتحولات الجديدة ويسارعوا، فإن قطار التمكين سيفوتهم وتذهب الأحلام.

اللهم هل بلغت! اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد

This entry was posted in تغريدات من تويتر and tagged , , , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

Leave a comment