هل سيكون مؤتمر روما بداية لتقسيم سورية؟

حساب “شؤون استراتيجية” على تويتر

كل ما يدور دولياً بشأن الملف السوري لا يتعدى أدبيات وقواعد الحرب الباردة، ولذا لا نتوقع أي شيء حاسم وإنما تعزيز مواقف لا أكثر.

هناك نقطة التقاء بين روسيا وأمريكا وهي من قد تحدد المشهد التالي. فروسيا وأمريكا تريدان بقاء النظام الحليف وإبعاد الجهاديين عن المشهد، نقطة التوافق هذه تصطدم بتشبث الأسد بالكرسي مدعوماً بطائفته وإيران، وتصطدم الآن أيضاً بسقوط النظام تدريجياً على يد الكتائب الجهادية.

سقوط النظام كلياً سيخرج روسيا من سورية ويدخل أمريكا عبر حلفائها في الائتلاف، أما وصول الكتائب الجهادية للسلطة فسيخرج روسيا وأمريكا معاً. أما الانتقال السلمي للسلطة عبر الشراكة بين النظام والمعارضة سيخرج الأسد والجهاديين من اللعبة، كما أنه إجهاض حقيقي للثورة السورية، وهو مطلب إقليمي.

هذه المعادلة تحتم على روسيا وأمريكا ترتيب انتقال سلمي للسلطة وفق شراكة سياسية بين المعارضة والنظام، أو تثبيت الموقف لكي لا يصل الجهاديون للسلطة. ولكي يجهض الأسد هذا الانتقال الذي يقصيه من الحكم، يقوم بإحراج المعارضة باستخدام صواريخ سكود ضد المدنيين لكي ترفض الحوار معه. ولكي يجهض الجهاديون هذا الانتقال الذي يجهض الثورة ويقصيهم يقومون بزيادة الضغط العسكري على النظام لكي يجد حجة في رفض الحوار.

هذا المشهد المتوازن لا يمكن تجاوزه من قبل أمريكا وروسيا إلا من خلال اتفاق ثنائي لتثبيت الموقف، بحيث يصمد النظام وتدعم القوى الموالية للغرب. ولذا أتوقع أن التغير الوحيد الذي سيطرأ على المشهد سيكون بفرض منطقة عازلة في الشمال لتديرها القوى الموالية للغرب.

فرض منطقة لحظر الطيران لن يتطلب سوى تقديم مواقع بطاريات باتريوت الموجودة في تركيا لتنصب على الحدود الشمالية لتوفر غطاء يعم الشمال. هذه الخطوة ستزيح الضغط الإنساني الذي طالما أحرج الغرب، كما أنها ستمهد لترويض الثورة عبر إقناع مدن الشمال بالحفاظ على الهدنة مقابل الغطاء الجوي، وقد تكون كذلك بداية لتقسيم يفرضه الواقع كما يحدث دائماً في خطوط وقف إطلاق النار التي تتحول لحدود بين الطرفين مع الوقت.

وجود منطقة آمنة في الشمال سيقود السوريين للنزوح إليها بدلاً من دول الجوار، وهذا الأمر قد يدفعهم إليه النظام عبر تركيز القصف على بقية المناطق. ووجود منطقة آمنة بالشمال سيعيد اللاجئين لسورية وسيغير من التركيبة السكانية بالداخل، وهذا سيساعد أمريكا وروسيا على وضع خطة التقسيم لتثبيت الموقف.

وبهذا يكون مؤتمر روما تمهيداً لإيجاد واقع جديد يخدم مصالح القوى العظمى، التي اصطدمت بتوازنات فرضت عليها تثبيت الموقف ولأجل غير مسمى!

This entry was posted in Uncategorized, تغريدات من تويتر and tagged , , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

1 Response to هل سيكون مؤتمر روما بداية لتقسيم سورية؟

  1. latif says:

    busher gets orders to kill

    western and eastern countries support him

    if we return to allah

    we will win soon

    allah willing

Leave a comment